الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعـد :
فإن الواجب على كل مسلم أن ينتهي إلى ما دلت عليه النصوص، وأن لا يكلف نفسه الخوض فيما أخفى الله علمه عنه ،
فإن الخوض في ذلك فضلا عن كونه رجما بالغيب فيه مضيعة للوقت وإهدار له في غير طائل ،
وقد قال الله تعالى: وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً {الإسراء:36}.
وقد أخبرنا الله تعالى عن الطير بأنها تسبح وتسجد له ،
فقال تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ {النــور:41}.
وقال تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ {الحـج:18}.
والآيات في هذا المعنى كثيرة معلومة، ولم يخبرنا الله عز وجل عما إذا كانت الطيور تطوف بالكعبة أو لا ،
فوجب علينا ألا نثبت هذا أو ننفيه لأن هذا من أمور الغيب التي لا يجوز لأحد أن يتكلم فيها بغير دليل ناهض ،
وحسب اطلاعنا فإنه لم يرد بخصوص هذه المسألة شيء من الآثار الثابتة .
والله أعلم 0